انتشار الجهل في أوروبا في العصور القديمة بصورة قبيحة
فهذه الشعوب كانت تعيش حالة من الهمجية، ومن الانحطاط، ومن الظلام، ولو أن أحداً جابها كلها وقطعها كلها لا يجد فيها من يقرأ، أو يكتب إلا عندما جاءت النصرانية ، فكان الذين يقرءون هم قلة قليلة فقط من القساوسة الذين احتكروا كتابة الإنجيل ، وتعليم الإنجيل باللغات القديمة من السريانية أو اليونانية، فلم يكن الأوروبيون يقرءون الإنجيل بلغاتهم؛ ولذلك تجد العجب عندما يذكرون الحركة الإصلاحية، فقد استطاع مارتل لوثر بحركته الإصلاحية العظيمة؛ التي يعتبرونها فجر العصر الحديث، ومطلع النور، وعصر التنوير إلى آخر ذلك؛ استطاع لوثر أن يترجم الإنجيل إلى اللغة الألمانية، ثم بعد ذلك بفترة تجرأ الإنجليز وتشجعوا وترجموا الإنجيل إلى اللغة الإنجليزية، فهذا يعتبر عند الغربيين شيئاً هائلاً، وخطوة عظيمة جداً؛ لأن الإنجيل لا يقرؤه إلا القساوسة، وباللغة القديمة من السريانية، أو اليونانية كما ذكرنا ، وغيرهم يحتكر قراءته وتعليمه وتفسيره، وأما غيرهم فلا يمكن أن يتعلم أي شيء أصلاً، ولا يقرأ، ولا يكتب، وأي إنسان يريد أن يعمل أي عمل فلا بد أن يكون عن طريق رجال الدين، ورجال الدين يحتكرون العلم، ويحتكرون الدين والدنيا معاً، فهكذا كان حال أوروبا .